هل الله يبقى الله لو لم يخلقنا؟ هل يختلف جوهره لو لم يوجدنا لعبادته؟ ويأتيك سؤال ملحد: ألا تعتقد أنك أنت خلقت صورة لله في الفكر البشري عبر الأزمنة لكي تـُسنِد إليه كلّ ما يفوق إدراكك، وتضع عنده كلّ ما قصرت عنه قواك وفشلت إرادتك من تحقيقه؟ أسئلة وجوديّة نطرحها من باب الإيمان، كلّ من خلال إيمانه… سنحاول الرد عليها بسلسلة من المقالات، ولكن

!في عيد أمّي، سأستفيد من صياغة الأسئلة نفسها في إطار الأمومة، هذه العطيّة الإلهية الممنوحة لكل أنثى؟ أمـًّا كانت أم هي على طريق الأمومة

هل تكون المرأة أمًّا إن لم تلد أو تتزوّج حتى؟ وهل يختلف جوهرُها ما لم تحمل طفلا ليناديها “ماما” في أيّ مرحلة من حياتها؟ فهذه رسالة إلى كلّ امرأة وبالتالي إلى جدّتي وأمي وأخواتي وزوجتي وطفلتي؛ التي من الآن وإلى لقائها يوماً... أحبها كثيراً

يا من جعلك الرب نظير آدم وتغنـّى بك الشعراء ، يا من معك فقد الحدود معناه في العطاء، وتقدّس فيك الثمر في الاحتواء، وأثرت في البيوت دفءاً وهناء، وأسرت العقول رقـّة وبهاء وحققت خِطَطَ العليِّ في سرّاء وضرّاء، وإن صمتـِّي فالصمت من شِيَم الرجاء!

يا امرأة أحبّك الحبّ والتصق بك، وجذبتي إليك الفضيلة والحياء. كوني حرّة فالحريّة ليست بوفرة الخيارات أو اتخاذ القرارات، أو تعدّد الولادات… الحريّة معرفة للحق وتحقيق للذات، إنْ صورةُ الله فيك، فنحن صورته منك! لم أكن أنا ما أنا لو لم تكوني أنتِ ما أنتِ، بصمتِ بصمَتك وحملتُ وسْمك، يا بعض حالي في الماضي، وجزء حالي من بَعدي... لم يكتب هذا القلم، أو يفكر هذا العقل أو يقرأ كلّ قارىء لو لم يكن هناك أمّ